يصادف الثامن من أيار- مايو كل عام اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الاحمر العالمي، وتحتفل به منظمات الصليب والهلال الأحمر في كل أنحاء العالم، وقد اختير هذا اليوم تكريماً لمؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السويسري هنري دونان الذي يصادف يوم ميلاده.
ويشكل العمل التطوعي عنصراً هاماً في تنمية المجتمع وتطويره، حيث يساهم في تخفيف الأعباء عن الحكومات التي لا تمتلك الإمكانيات الكافية لمساعدة كافة أفراد المجتمع.
ويعرف العمل التطوعي بأنه مساهمة الأفراد في بناء المجتمع سواء بالعمل أو التمويل أو إبداء الرأي أو تقديم الخطط والدراسات التي تساهم في معرفة الحاجات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والتنموية للفرد والمجتمع وتعمل على إيجاد الحلول ووضع البرامج اللازمة لتنفيذها.
الشباب السوري والعمل التطوعي:
تشير دراسات عديدة إلى ضعف العمل التطوعي في سورية ويعود ذلك بسبب أساسي إلى الفترات الطويلة التي يقضيها الشاب السوري في العمل وانصرافه إلى تأمين لقمة عيشه على حساب نشاطاته الاجتماعية، فيما لا يزال الكثيرون ينظرون إلى التطوع على أنه نشاط ترفيهي لملء أوقات الفراغ أو للظهور بمظهر اجتماعي لائق.
ورغم ذلك فإن أعداداً لا بأس بها من الشباب السوري يقومون بأعمال تطوعية من خلال المؤسسات الأهلية والمنظمات الشعبية وحتى المؤسسات التجارية والصناعية الخاصة.
وتحتضن منظمة الهلال الأحمر السوري معظم هذه الأعمال، حيث تقدم الخدمات الصحية والاسعافية وتقديم الدعم المالي والمعنوي للعائلات الفقيرة والفئات الأشد ضعفاً في المجتمع، والدعم النفسي لأصحاب الاحتياجات الخاصة والأطفال والمسنين إضافة إلى أعمال تهدف إلى المحافظة على البيئة والتوعية البيئية كحملات تنظيف الشوارع وزراعة الأشجار وتنظيف مجاري الأنهار، بالتعاون مع منظمات وهيئات شعبية ومحلية.
كما تتشارك العديد من مؤسسات المجتمع الأهلي في تعزيز العمل التطوعي وثقافة التطوع لدى الشباب، كمؤسسات حماية البيئة ومراكز مساعدة الفقراء والمحتاجين والجمعيات الخيرية والمؤسسات الثقافية وعدد من جهات القطاع الخاص والجهات الحكومية.
وتساهم الظروف المحلية والاقليمية في تنشيط الحركة التطوعية في سورية، وجميعنا يتذكر الحشود الكبيرة من الشباب الذين تجمعوا أمام مقرات الهلال الأحمر وعلى الحدود اللبنانية السورية خلال حرب تموز الأخيرة على لبنان 2006 حيث ساهم المتطوعون الشباب في تأمين المأوى والغذاء والدعم النفسي وجمع التبرعات العينية والمادية.
التطوع قوة الانسانية وهو السبيل إلى تماسك وتنمية المجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية واستثمار أوقات الفراغ لدى الشباب في أعمال نبيلة وتعزيز ثقة الشباب بأنفسهم وترسيخ دورهم في الوسط المحيط، مما يجعلهم أكثر قدرة على العمل والعطاء وتطوير المجتمع الذي يشكلون فئة واسعة من فئاته.
زاهر هاشم
8/5/2008
كن أول من يعلق على المقالة